الحدث - فيصل العوهلي 

أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن الفائز بالمركز الأول لمسابقة جائزة إثراء للفنون في نسختها الخامسة التي حصدها الفنان العراقي الفنلندي عادل عابدين لعمله الفنّي "عن"، ومن المقرر أن يتم عرض المشروع بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لإطلاق مركز "إثراء"، الذي يُواصل جهوده حول تسليط الضوء على الفن المعاصر وترك أثر ملموس على الحراك الفنّي المحلي والإقليمي والعالمي، إذ تنصب الجائزة التي يتم الإعلان عنها سنويًا حول دعم الفنانين المحليين والمقيمين في الدول العربية، بما ينسجم مع رسالة المركز ورؤيته في دعم أوجه الثقافة وركائز العمل الفنّي.

ويستعرض عمل "عن" العلاقة العميقة التي تربط بين التاريخ والذاكرة والهوية عبر الغوص في الجوانب غير المادية للتاريخ في ظل ندرة المصادر الأرشيفية الموثوقة، ويسلط الضوء أيضًا على هشاشة التاريخ وطبيعة الذاكرة من خلال  عملية الختم المتكررة، حيث نفّذ  الفنان تركيبًا يرصد به تعقيدات الماضي، فيما تعمل الفراغات التي تُركت دون أختام والمختارة بعناية على ترسيخ لمحة معينة ما يقدم صورة عمّا تبقى من الحدث التاريخي الذي وقع عليه الاختيار بطريقة جذابة وفريدة من نوعها.

وأوضحت رئيسة المتاحف في "إثراء" فرح أبو شليح، أن الجائزة تأتي إيمانًا من المركز بأهميّة الفن وانطلاقًا من رسالته في رعاية الفن بوصفه رسالة ثقافية قادرة على التأثير، كما تهدف الجائزة إلى تمكين الخبرات وتحويل الأفكار الفنية إلى واقع ملموس لتصل إلى نطاق عالمي وحيّز مستدام وذلك بإشراف لجنة مكونة من مختصين محليين وعالميين، إذ تقوم باختيار الأعمال وفقًا لمعايير محددة، ليتم ضم العمل الفائز إلى مجموعة إثراء الدائمة، وتقديم الدعم المادي لمبلغ مالي يصل إلى أكثر من 300 ألف ريال سعودي، بهدف إنشاء عمل فني فردي.

وحول العمل الفائز "عن" أبانت بأنه يشكل تسلسل وتتبع للذاكرة، مما يقود لقراءة حلقات التاريخ بطريقة فنّية، وذلك بشأن التفريق بين الروايات المعتمدة وغير معتمدة عبر تجسيدها بأسلوب فنّي معاصر يواكب تطلعات جائزة إثراء للفنون باعتبارها مبادرة فنّية سنوية أطلقت عام 2017 ومُنحت لفنانين سعوديين ومقيمين معاصرين خلال نسخها السابقة وفي نسختها الخامسة واصلت التوسع جغرافيًا؛ لتشمل الفنانين العرب المعاصرين.

الجدير بالذكر أن الفنان عادل عابدين هو فنان عراقي- فنلندي مقيم في هلسنكي، حصل على درجة البكالوريوس في الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة، كما حصل على درجة الماجستير من أكاديمية الفنون الجميلة للزمن والفضاء في هلسنكي، ومما يبدو لافتًا أن الفنان عابدين يتميز باستخدام الوسائط المتنوعة كمقاطع الفيديو وتراكيب الفيديو والمنحوتات متعددة الوسائط والتراكيب الصوتية والصور واللوحات الفنية والرسم لاستكشاف قضايا العالم المعاصر، كما يسعى إلى التعمق في العلاقة المعقدة بين الفنون البصرية  والذاكرة والهوية بشكل دائم، ويلجأ إلى أسلوب الفكاهة تطرقاً إلى الحالات الاجتماعية المختلفة التي تُعنى بالمواقف التي تتعامل مع التجارب المضللة والاغتراب الثقافي.